لعبت شركة تصنيع السيارات أودي دورا قويا في بلورة و تشكيل أذواق المستهلكين و التأثير على السوق الأوروبية بأسرها. خلال قرابة 100 سنة شكلت ماركة أودي مرادفا لإنتاج سيارات ذات قيمة عالية و أداء متميز و هندسة متمكنة للمركبات المصنعة.
سجلت الشركة في بداياتها تعثرا أوجب تعديلا على مخططاتها الأولى، لكن أودي تمكنت فيما بعد من تجاوز هذه المعضلات و هي الآن تنتج سيارات ذات صيت عالمي من ناحية الجودة و الهندسة.
قام أوغست هورش بتأسيس شركة هورش لصناعة السيارات بكولون، بألمانيا سنة 1899 و بدأ في إنتاج سيارات سنة 1901 مجهزة بمحرك أفقي ينتج قوة 5 أحصنة. بما أن الطلب على هذا النوع من السيارات سجل ارتفاعا كبيرا، فقد قام هورش بالانتقال إلى مقر جديد للشركة حيث قام بتصنيع نوع جديد أكثر تميزا بقوة 10 أحصنة.
مع حلول سنة 1910، تم طرد هورش من الشركة التي تحمل إسمه لذا فقد قام بفتح متجر جديد و صار يبيع السيارات تحت إسم أودي. حاول هورش أن يستعمل إسمه العائلي لكن المحاكم الألمانية حالت دون ذلك فاضطر لاستعمال إسم أودي في النهاية. في اللغة الألمانية تعني كلمة هورش “يصغي” و كلمة “أودي” هي في الحقيقة مرادف لمعنى ” إصغاء” باللغة اللاتينية. بما أنه لم يستطع استعمال إسمه العائلي لإكراهات قانونية، فقد تمكن من تجاوز ذلك باستعمال النسخة اللاتينية من نفس الكلمة و قد اشتهرت بعد ذلك سياراته بهذا الإسم.
بين حربين عالميتين طاحنتين، بدأت معالم شركة أودي لصناعة السيارات تتضح شيئا فشيئا و الحلقات الأريعة التي تمثل رمز الشركة تدل على تحالف أربعة مصنعين من بينهم، كما قد يتبادر لذهن البعض، الشركة الأصلية التي قامت بطرد هورش في وقت سابق. عاش هورش لكي يعيش هذه اللحظة التاريخية و لكنه شهد أيضا تفكك الشركة بعد الحرب العالمية الثانية.
بعد نهاية الحرب العالمية الثانية قام الاتحاد السوفيتي بضم الجزء الشرقي من ألمانيا و استولى على شركة أودي و مع قدوم شهر اغسطس 1948 اختفت الشركة بأكملها. بعد عام من ذلك و بفضل قروض حكومية و مخطط مارشال استطاعة أودي أن تنبعث من جديد و تأخذ مكانها في الساحة من خلال إصدار شاحنة و دراجة نارية.
بعد ذلك خلال فترة الخمسينيات من القرن العشرين عرفت الشركة نموا مضطردا تمثل بالخصوص في شراءها من طرف دايملار و بعد ذلك من طرف فولسفاغن التي احتفظت بأودي كجزء من شركتها إلى غاية يومنا هذا.
مع حلول فترة الستينيات، بدأت شركة أودي في تحقيق إنجازات كبيرة جعلتها تترك بصماتها على صفحات تاريخ السيارات في العالم. أنواع جديدة من السيارات رأت النور و تم تسويقها تحت إسم فولسفاغن. في سنة 1980 استطاعت أودي أن تغزو السوق العالمية بسيارة رياضية تسمى كواترو. تمكنت هذه السيارة من جعل أودي تحتل المراتب الأولى في سباقات السيارات و استطاعت من خلال محركها القوي و دفعها الرباعي من أن تتميز بشكل كبير، إلى درجة أنها منعت من المشاركة في العديد من السباقات لأن بعض المنظمين قدروا بأنها تمتلك تكنولوجيا متقدمة و لن يكون عادلا إدراجها مع آخرين.
خلال فترة الثمانينيات و التسعينيات من القرن العشرين بدأت أودي في إنتاج أنواع أخرى من السيارات بما في ذلك أول سيارة من النوع الفاخر، أودي ف8 سنة 1988. هذه السيارة المتميزة بقوة محرك يتسع خزان وقوده إلى 3.6 لتر و مجهز بصمام 32، تملك أيضا قوة دفع رباعية و نظام تحويل سرعة أوتاميتيكي. هذا النوع المتميز مكن أودي من دخول حلبة المنافسة أمام مرسيدس و بم دوبلواي، الشركتين الألمانيتين اللتان كانتا تتزعمان السوق.
تستمر أودي اليوم في تعزيز مكانتها في سوق السيارات بإنتاج أنواع جديدة مجهزة بتكنولوجيا حديثة تضم جسمها المصنوع كاملا من الألمنيوم – المعروف بصلابته و بمقاومته للصدمات- و تتميز جودة عالية. تنتج أودي سيارات متنوعة تمكنها من منافسة شركات أخرى من قبيل مرسيديس، كادياك، إنفينيتي و بم دابليو.
ذلك الصوت الصادر من محرك سيارات الأودي يرمز للجودة و المتانة التي تتميز بها منتجات هذه الشركة و يمكنها من احتلال المنزلة التي تستحق بين شركات عديدة تنتمي للسوق الألمانية.
Leave a Reply