هاجس عوادم السيارات الضارة للبيئة، ضرب العديد من الدول والعديد من الشركات التي بات تشك كثيرًا فيما تخرجه سيارتها من عوادم وانبعاثات ضارة للبيئة. فعقب مشكلة فولكس واجن الأخيرة والتي لم تقتصر فقط على فضيحتها في الولايات المتحدة الأمريكية، بل تجاوزتها للعديد من دول العالم، أصبحت الشركات بمختلف جنسياتها أكثر حرصًا على تحديد كميات الانبعاثات التي تخرج من عادمها، خشية الوقوع في محظور بسببها فقدان كثير من الأسهم لدى العملاء والشركات والدول المتعاونة.
ليس هذا فحسب، فحتي بعد خروج السيارات من معارض البيع للمستهلكين، تعود الشركات لتختبر السيارات مرة أخرى في الواقع العملي، لمعرفة كمية الانبعاثات، ويصبح قرار الاستدعاء سريعًا ودون تأخر في حالة وجود أي مشكلة تتعلق بالانبعاثات، فالأمر بات خط أحمر لدى كثير من الدول.
وفي هذا السياق قامت شركة رينو الفرنسية في وقت سابق باستدعاء 15,800 سيارة، بعد أن اكتشفت من خلال اختبارات حكومية أن كميات العوادم التي تخرجها بعض طرز الشركة تتجاوز الحدود المفروضة، والتي تم الإعلان عنها قبل البيع، وذلك أثناء السير على الطرق.
ومن جانبها قالت وزيرة البيئة الفرنسية، سيجولين رويال، في تصريحات حول ذلك الاستدعاء أن شركة رينو سوف تستدعي أكثر من 15ألف سيارة من طرازاتها التي تعمل بالديزل، بسبب ما وصفته بأنه زيادة عن الحد المسموح من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون.
وكانت الشركة الفرنسية قد أخضعت أربع سيارات من إنتاجها من قبل لجنة تم تشكيلها عقب ظهور فضيحة شركة فولكس واجن في الولايات المتحدة الأمريكية والتي قامت خلالها بالتلاعب بنتائج قيم عوادم بعض سياراتها.
وأعلنت اللجنة الفرنسية المشكلة لهذا الغرض أنها لم تعثر على برامج للتلاعب بنتيجة الانبعاثات في سيارات رينو، ولكن النتائج أظهرت مستويات أعلى من الحد المسموح به من غاز ثاني أكسيد الكربون.
على كل حال، فقد قررت الشركة أن تقوم اللجنة مرة أحرى باختبار 100 سيارة حيث أجريت بالفعل اختبارات على حوالي 25 سيارة فقط، ولكن جاءت النتائج سلبية حيث تم اكتشاف المزيد من السيارات تصدر كميات عوادم أكبر، لكنها رفضت تحديد شركات السيارات التي يمكن أن تكون متضررة من هذه النتائج.
Leave a Reply