من خلال إعادة رسم خطوطها الخارجي وإخضاعها لعملية تحسين منتج فإنّ جنرال موتورز قد قامت بعمل جبّار بلا أي شك، ، فبمجرد النظر إلى الجيل الثاني من طراز GMC أكاديا وتأمل خطوطه الخارجية سرعان ما يمكنك أن تلاحظ بأنّ كبيرة الصانع الأمريكي (بالقيمة إن لم يكن بالحجم) ابتعدت بتصميمها عن الخطوط الرتيبة التي كانت تسيطر على خطوط جسم الجيل الأول والتي كانت توحي بأنها تعود لمجرد شقيقة أقل أهمية لطراز يوكون الشهير ذو الشعبية العالية.
ورغم أن هذا الأمر قد يكون بالغ الأهمية في سياق حسم قرار الشراء في قرارة كل عميل، خاصة أننا كبشر نرى في وسيلة النقل التي نختارها –وخاصة إذا
كانت تنتمي إلى فئة الـ SUV – آداة للظهور بمظهر حسن أمام المجتمع، ولكن التصميم الخارجي الأنيق ذو الحضور القوي على الطريق ليس وحده أبرز ما تتمتع به السيارة الجديدة، فالأخيرة أصبحت أفضل كفاءة في إستهلاك الوقود، أعلى تجهيزاً مع مستويات عملانية أكثر من ممتازة.
وإذا كانت نسب إستهلاك الوقود قد تحسنت، وباتت معها الفئة المجهزة بمحرك من أربع أسطوانات سعة 2.5 ليتر قادرة على اجتياز مسافة 100 كلم بـ 13 ليتر من الوقود داخل المدينة مقابل 10 ليترات لاجتياز 100 كلم على الطرقات السريعة فإن وزن السيارة تحسن أيضاً وأصبح أقل بفضل الاستغناء عن فولاذ عالي السماكة لصالح فولاذ خفيف الوزن، فضلاً عن تجميع أجزاء الهيكل عبر صمغ صناعي عالي الجودة والمتانة بطريقة شبيهة بتلك التي تُستخدم في جمع الطائرات الحديثة، وقد أدى ذلك لاكتساب أكاديا المزيد من الصلابة دون الاضطرار لتحمل تبعات الوزن المرتفع، فضلاً عن تبني السيارة لنظام إبطال عمل الأسطوانات، حيث يعمل هذا النظام على إيقاف عمل إثنين أو أربع أسطوانات من الست اعتمادًا على الضغط والقوة المحتاج لها للحصول على أعلى مستوى في توفير الوقود.
وبما أن النسخة التي توفرت لنا كانت تنتمي إلى الفئة دينالي فهي أتت متمتعة، بإستخدام مكثف للكروم حول هيكلها، حيث كان ذلك واضحًا على شبكة التهوية الأمامية ذات الحضور التنفيذي على الطريق، وذلك فضلاً عن المصابيح التي تعمل بتقنية الـ LED في الأمام ولمسات من الكروم محيطة لفتحات الهواء السفلية على الصدام مما جعلها تبرز أكثر للعيان.
في الداخل توفر أكاديا لمستخدميها مساحة كريمة في جميع صفوف مقاعدها، ففي صف المقاعد الثاني تتوفر إمكانية طي المقاعد بنسبة ٦٠/٤٠، كما يوجد درج متصل مع الكونسول الوسطي الأمامي وصندوق للتخزين يسمح بتوصيل أجهزة الهاتف أو الكومبيوتر اللوحي كي يتم شحنها بالكهرباء.
ومن جهتها توفر لك وضعية القيادة المرتفعة في أكاديا رؤية خارجية دون أي عوائق، يساعدها بذلك توضيب مخالف أدوات القيادة وأدوات التحكم بوظائف السيارة ضمن ترتيب منطقي يجعلها تقع تلقئياً بمتناول أيدي السائق.
ميكانيكياً تتمتع أكاديا دينالي بمحرك من ست أسطوانات مثبتة على شكل الحرف V سعة 3.6 ليتر قوي لا تشعر بضعفه أبدًا، حيث يقوم على توليد قوة 310 أحصنة 373 نيوتن متر من عزم الدوران، علماً أنه يمكن التحكم بوضعيات القيادة المختلفة التي توفرها السيارة، والتي تتراوح بين وضعية القيادة الرياضية ووضعية القيادة على الطرق الوعرة.
ورغم الحجم الكبير لـ أكاديا، إلا أنها سلسة وسهلة القيادة، بالنسبة للذين يبحثون عن سيارة مريحة للإستخدام داخل المدينة، فإن أكاديا لن تخيب أملهم لما توفره من نظام تعليق مريح وناعم يعمل على عزل الصوت والعوائق على الطريق بشكلٍ رائع، أما من يرغب بإستخدامها في رحلات طويلة خارج المدينة فسيجد فيها وسيلة نقل عملية مريحة وراقية.
Leave a Reply